أكتشف بنفسك : الصفحة الرئيسية > تبادُل > علم الأحياء البشري > سؤال/ جواب
مصدر حرارة الجسم
٣٠/٠٥/٢٠٠٥
تاريخ
 
سؤال من
 

نحن نود الوصول لتفسير لدرجة حرارة أجسامنا. نحن نفترض أن الأعضاء، وخاصة القلب وهو عضلة تعمل بشكل مستمر وتقوم بتوليد حرارة في أثناء عملها، ولذلك نجد الدم الذي يغذي هذه الأعضاء ساخنا ويقوم بدوره بنقل هذه الحرارة عبر الجسم كله. أسئلة مرتبطة بالموضوع: ما هو تفسير الحمى؟ وكيف أن بعض الحيوانات دمها بارد؟ أشكركم مقدما على إجاباتكم.

 

 
 
٠٦/٠٦/٢٠٠٥
تاريخ
 
إجابة من
 

صباح الخير. جزء من افتراضكم صحيح ولكنه غير كامل. بالفعل تنتج الأعضاء حرارة في أثناء عملها، ولكن يجب التوضيح أن كل خلايا الجسم تنتج حرارة في أثناء عملها، بعضها يولد كمية حرارة أكبر من الأخرى مثل الخلايا العضلية والدهنية. عند الحيوانات "ذوات الدم الحار" أو ذوات
الحرارة الثابتة، أي الثدييات والعصافير، نستطيع تمييز نوعان من الظواهر المتعاكسة وهما إنتاج الحرارة (حرارة حيوانية)، وفقد الحرارة (التحلل الحراري وهو إخضاع المركبات العضوية لحرارة عالية حتى تتحلل). يحدث توازن بين الظاهرتين بحيث يتم الحفاظ على درجة حرارة مركزية ثابتة (٣٧.٥ عند الإنسان، أكثر من ٤٠ عند الحيوان)، كما يشجع الجسم أحدى الظاهرتين عن طريق أساليب فسيولوجية مختلفة (عصبية وهرمونية) وفقا للظروف الخارجية، فعندما يكون الجو حار يتم تفضيل ظاهرة التحلل الحراري، وعند برودة الجو تفضل الحرارة الحيوانية. وهكذا، تظل درجة الحرارة المركزية ثابتة. أما الحمى فهي ردة فعل مولدة عن بعض حالات العدوى (البكتيرية والفيروسية)، والتي تؤدي إلى زيادة في إنتاج الحرارة ومن ثم زيادة في درجة حرارة الجسم المركزية. المسبب الأساسي للحمى هو تحرير مواد كيميائية (تسمى مولد حرارة) والتي تثير آليات الحرارة الحيوانية (لاسيما عن طريق انتفاض الجسم)، وتوقف آليات التحلل الحراري (عن طريق تقليل تدفق الدم تحت الجلد). تنتج هذه المواد عن طريق البكتريا أو الفيروسات وحتى عن طريق بعض كرات الدم البيضاء كردة فعل للإصابة بأي عدوى.
يوجد أيضا بعض أنواع الحمى التي تنتج عن أمراض الالتهابات (كالتهاب المفاصل). تعتبر الحمى آلية دفاع ضد بعض الجراثيم الحساسة للحرارة، ولكن الطبيب فقط هو الذي يقرر ضرورة معالجتها أو لا وفقا للأعراض المرضية ومصدر الحمى. أما الحيوانات "ذوات الدم البارد" فليس لديها آليات تسمح لها بالحفاظ على درجة حرارة مركزية ثابتة، بعكس الحيوانات ذوات الحرارة الثابتة. هذه الحيوانات تأخذ أجسامها درجة حرارة الوسط الخارجي. لذلك عند لمسها يتولد لدينا أحساس بأنها باردة وذلك لأن مستقبلات الحرارة الموجودة على الجلد تبلغ حرارتها C°٣٧. ولكن مثلما تنتج خلايا هذه الحيوانات حرارة في أثناء عملها، مثل كل الخلايا الحية، فإن دم الحيوانات "ذوات الدم البارد" له في الحقيقة درجة حرارة أعلى بمقدار طفيف عن درجة الوسط المحيط به. وعمليا، تكون نتيجة هذا هو عدم نشاطها إلا عند أقل درجة حرارة للوسط (متغيرة وفقا لسلالة الحيوان). وهكذا، بفصل الربيع، نجد التماسيح ممددة تحت أشعة الشمس، مما يساعد على رفع درجة حرارتها ويسمح لها بممارسة نشاطها الطبيعي، بينما في فصل الشتاء تكون غير ناشطة. مع تحياتي، بول ديديه

 
 
أدوات
© اكتشف بنفسك ٢٠٢٤